Duration 11:56

حصريًا ولأول مرة.. شبام الغراس والمومياوات في اليمن ..خفايا واسرار غامضة Germany

Published 26 Nov 2021

قبل الحديث عن شبام الغراس نحب التنويه إلى بعض الصور-( حصرية والتي لم يسبق عرضها من قبل )- الخاصة بالمومياوات الموجودة في مباني الهيئة العامة للأثار، وأن تعمدنا إلى عرضها برائة للذمة، خاصة والبعض منها وضعت -وربما ما تزال كذلك- في دوراة المياه!! تقع " شبام الغراس " إلى الشمال الشرقي من مدينة صنعاء بمسافة ( 25 كيلومتراً ) تقريباً على الجانب الأيمن للطريق الأسفلتي الذي يصل ما بين مدينة صنعاء ومدينة مأرب ، وتقع عند سفحي جبلين يطلق عليهما جبل ذي مرمر، وجبل قهال ، وخاصة في سفحيهما الشمالي ، والشمالي الغربي ، وفي الجنوب الغربي من المدينة يوجد وادي السِّر الذي تصب مياهه في اتجاه الشرق إلى وادي الخارد في الجوف . في العام الماضي قمنا برحلة أثرية خاصة إلى احد تلك المنشآت المعمارية المذهلة، وبينما كنا نتجه صوب تلك المنحدرات الصخرية الشاهقة وكلما كنا نقترب اليها اكثر، كلما زاد فينها الدهشة والذهول. تلك العظمة الضاربة في القدم أوقفتنا عن السير والتقدم إلى الأعال، وكنا في حالة ثبات حركي تام، ولمدة ( 6 دقائق تقريبا ) ونحن لا نسمع ولا نتكلم فقط نشاهد بإمعان والدهشة سلبة عقولنا وأسرت قلوبنا تلك البقايا والأطلال العظيمة ، لحظة توقفنا عن السير شعرنا بأحاسيس غريبة ورهبة عجيبة وكأنها شروط مفروضة علينا كزائرين لمقابر يعض الموتى العظماء للحضارة الإنسانية القديمة. تلك المقابر الصخرية متنوعة منها منشآت منفردة وجماعية في مدافن هندسية ذات المداخل الصغيرة والبسيطة، وغالبا ما تحتوي تلك المداخل على زخارف بارزة بشكل هندسي دقيق. وربما أن سبب اختيار ذلك الموقع الجبلي لانه من نوع ( رملي ) وهو يسير لعملية النحت اكثر من غيره. نحتت هذه المقابر بهيئة غرف في صخور الجبل ، وفي داخلها وضعت الجثث المحنطة ، بالإضافة إلى أدوات جنائزية في البعض منها ، وباكتشاف تلك الجثث المحنطة من قبل طلاب وأساتذة قسم الآثار – جامعة صنعاء ، في أكتوبر ( 1983 م ) أضافت إلى الحضارة اليمنية القديمة الكثير خاصة معرفتهم بعلم التحنيط ، وهو ما يدل على أن اليمنيين القدماء قد عنوا عناية فائقة بموتاهم ، ذلك الاهتمام الذي جعلهم يحرصون على إيجاد سبل كفيلة لحفظ الجثة من الانحلال فتم تحنيطها لتقاوم عوامل الانحلال ، وبالفعل فجثث " شبام الغراس " قد قاومت الانحلال ، وهي الآن معروضة في متحف قسم الآثار – جامعة صنعاء - ولكن الكثير من مقابر " شبام الغراس " الصخرية قد تعرضت للانتهاك ، ويمكن أن نلقي ضوءاً على إحدى الجثث السليمة ، فقد تم لفها بطبقة من الكتان تعلوها سبع طبقات رقيقة من الجلد الخفيف ثم طبقة كتان خشن ، وفوق ذلك جلد سميك يغطي الجسم كله محاط بطريقة فنية مدهشة ، أما بالنسبة للأجزاء القابلة للتلف من الجثة خاصة الأمعاء والمعدة وغيرها فقد نزعت من الجثة ، وتم حشو منطقة البطن بنبات الراء المعـروف ، وهي مادة فعالة في امتصاص المواد السائلة والدهون والرطوبة من الجسم ، أما طريقة الدفن في المقبرة ، فالميت يرقد على هيئـة وضع القرفصاء والركبتان مضمومتان إلى البطن . والمكونات التخطيطية لتلك المقابر عبارة عن غرف هندسية ذات تجاويف على الجدران أو في الأرضية، واحيانا تكون عبارة عن عدة غرف تربط بينها ممرات ..الخ، والواضح انها كانت تعد اعتمادا على دراسات تخطيطية مسبوقة لمرحلة النحت قام بها مختصون مهرة في مجال الهندسة المعمارية ذات الطابع اليمني الخاص قبل الإسلام. ومعظم تلك المقابر الصخرية معروفة ومدروسة من قبل الباحث ( عبد الحكيم شائف ) وهو حاليا رئيس قسم الأثار والسياحية في جامعة صنعاء، ومن اهم الباحثين المتميزين وبذلوا جهود جبارة في دراستها التي أظهرت نتائجها العلمية للعالم خاصة شيء اسمه ( مومياء ) في اليمن. في العام الماضي قمنا برحلة أثرية خاصة إلى احد تلك المنشآت المعمارية المذهلة، وبينما كنا نتجه صوب تلك المنحدرات الصخرية الشاهقة وكلما كنا نقترب اليها اكثر، تفاجئنا بان تلك العظمة الضاربة في القدم قد أوقفتنا عن التقدم والحركة تماما، ولمدة ( 6 دقائق تقريبا ) ونحن لا نسمع ولا نتكلم فقط نشاهد بالحركة البطيئة ، وكأنها شروط مفروضة علينا كزائرين لمقابر موتى عظماء الحضارة الإنسانية القديمة. ومما هو جدير ذكره أن مادة( المومياء) جاء في بعض القواميس بأنها تعنى (الجثة المحنطة) وان أصلها اللغة اليونانية أو الفارسية ، وهي معروفة لدى أهل اليمن منذ وقت مبكر ٬ ويسمونها باللهجة الدارجة ( الميمياء ) وهي مادة عضوية تستعمل لأغراض طبية تشبه القار، تخرج من بين صخور الجبال في بعض المناطق ٬ مثل جبلي إسبيل واللسي شرق ذمار ٬ والحرة شمال صنعاء ٬ وصافر شرق مأرب ، ويستخدمها سكان القرى المنتشرة حول تلك المناطق كمادة حرق ٬ ومصدر طاقة حرارية ، كما تستخدم كمطهر للجروح وقاطعة للنزف ٬ ولا يستبعد أن تكون هي نفسها المادة التي استعملت في تحنيط الجثث ، وقد اثبت المعمل المختص في فلوريدا أن هناك بعض المواد التي استعملت في تحنيط المومياوات اليمنية ربما يكون منها هذه المادة المشهورة جدا في اليمن والمعروفة لدى عامة الناس ٬ وبالتالي ربما لا تكون أصول الكلمة يونانية أو فارسية ، إنما يمنية ، ويرى بعض الباحثين أن شيوع استعمال لفظ (ميمياء ) على المستوى الشعبي ٬ واستخدامها كمادة طبية منذ زمن طويل ربما يرجح استعمالهم لها قديما في عملية تحنيط موتاهم ٬ وقد يدعو ذلك إلى إعادة النظر في أصل الكلمة ونسبتها اليونانية أو الفارسية (MUMMY ) . تم دراسة تلك المقابر والمومياوات علميا من قبل الدكتور محمد باسلامة رحمة الله عليه، وكذلك من قبل الدكتور عبد لحكيم شائف وله خالص الشكر والتقدير. #اشترك#فعل#الجرس#مليون#مشاهدة# #مومياء#يمنية#مكتشفة#بعد#مومياوات#شبام#الغراس#اليمن#اكتشافات#جديدة#

Category

Show more

Comments - 259